الثلاثاء، 26 يونيو 2012

صحف أمريكية تدعو مرسي لاستعادة صلاحياته وإبعاد العسكري عن السياسة



واصلت الصحف الأجنبية، الصادرة الثلاثاء، التعليق على فوز الدكتور محمد مرسى، فى انتخابات الرئاسة المصرية، قائلة إنه أصبح لدى مصر فرصة جديدة نحو مسار أكثر ديمقراطية، مشيرة إلى أن انتخاب رئيس إسلامى أفضل من انتخاب رئيس علمانى، فيما ركزت الصحف الأمريكية على صلاحيات مرسى وطالبته بضرورة استعادتها وإبعاد المجلس العسكرى عن السياسة.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن فوز مرسى بالرئاسة يبدو للوهلة الأولى بمثابة «كابوس» يؤرق مصالح واشنطن فى منطقة الشرق الأوسط، إلا أنه على الرغم من ذلك فإن المسؤولين الأمريكيين والخبراء قد أعربوا عن تفاؤل، وإن كان حذرا، إزاء آفاق تأسيس علاقات بناءة مع الرئيس المصرى الجديد. وأرجعت الصحيفة مصدر هذا التفاؤل إلى اعتبارات «براجماتية» بحتة فى المستقبل القريب على الأقل، موضحة أن أى خلافات أيديولوجية حيال سياسات الولايات المتحدة سيتم على الأرجح تنحيتها جانباً الآن نتيجة حاجة مرسى الملحة لإرساء دعائم الاستقرار فى بلاده، وإنعاش عجلة الاقتصاد الوطنى المتعثر.
من جانبها، اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الرئيس المنتخب سيواجه مهمة شاقة فور توليه زمام الأمور تتمثل فى تشكيل حكومة جديدة.
وأوضحت الصحيفة أن التحدى الذى سيواجه مرسى يكمن فى إيجاد مسؤولين على قدر من الكفاءة، راغبين فى العمل تحت لواء حكومة «غير محددة صلاحياتها أو فترة توليها حتى الآن»، أو العمل ضمن ائتلاف حكومى منقسم بقيادة الإخوان المسلمين.
وقالت الصحيفة، فى افتتاحيتها، إنه بعد إعلان فوز الدكتور مرسى أصبح لدى مصر فرصة جديدة نحو مسار أكثر ديمقراطية، مشيرة إلى أن البلاد بحاجة للاستعداد للعمل من أجل الصالح العام، وليس من أجل الاستقطاب الذى أظهرته الجماعات السياسية فى البلاد خلال الفترة الماضية.
وأضافت أنه على الرئيس المنتخب الآن أن يضغط بشدة لإحداث توازن أفضل للسلطة، حيث ينبغى إلغاء قانون الضبطية القضائية، فضلاً عن القيود الجديدة المفروضة على السلطات الرئاسية، وينبغى أيضاً إعادة إجراء الانتخابات على ثلث مقاعد البرلمان فقط بدلا من الحل الكامل له، مشددة على ضرورة إبقاء المجلس العسكرى بعيداً عن السياسة.
وتحت عنوان «الديمقراطية الإسلامية فى مصر» قالت مجلة (فورين بوليسى) الأمريكية إن انتخاب رئيس إسلامى ربمايكون أفضل وأقل مخاطرة من انتخاب رئيس علمانى يمثل فساد الدولة العميقة التى أسس لها مبارك ورجاله طيلة 30 عاماً».
وأشارت المجلة إلى أن الإخوان المسلمين لن يكونوا ضد الديمقراطية، لأن الواقع يقول إنهم أفضل ديمقراطيةً من المجلس العسكرى، ولا توجد أى دلائل على أنهم لن يلتزموا بقواعد اللعبة الديمقراطية، وفى الوقت نفسه، لا ينكر أحد أن المجلس العسكرى هو نموذج الحكم السلطوى، وليس جماعة الإخوان المسلمين.
ونصحت صحيفة «بوسطن جلوبال» الدكتور مرسى بضرورة تغيير الصورة النمطية الراسخة فى أذهان الكثير من المصريين عن جماعة الإخوان المسلمين، وأن يسعى لطمأنة مختلف فئات المجتمع بشأن الحكم الإسلامى، حتى يتمكن من بناء ديمقراطية حديثة.
وأضافت أن مرسى يمكن أن يشكل التوازن الصحيح بين الدين والتعددية السياسية، وينبغى عليه تهدئة المخاوف حول الحكم الإسلامى من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وتوقعت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية أن تزداد «العلاقات الباردة» بين مصر وإسرائيل منذ تنحى مبارك، بروداً مع وصول مرسى إلى سدة الحكم.
وفى الصحافة البريطانية، قال الكاتب البريطانى البارز، روبرت فيسك، فى مقاله بصحيفة «إندبندنت»، تحت عنوان «مصر بلا دستور أو برلمان أو سيطرة»، إن انتصار مرشح الإخوان فى انتخابات الرئاسة لم ينه مخاوف المصريين، كما أنه لم يكبح جماح المجلس العسكرى.
ووصف فيسك خطاب مرسى الأول بـ«الاسترضائى»، منتقداً الثناء الكبير الذى تناوله الخطاب للجيش وللشرطة.
وأشار فيسك إلى أن الرئيس المنتخب سيتعثر فى الطريق إلى الديمقراطية المصرية بسبب الخوف والشك بين «المباركيين»، مؤيدى الرئيس السابق، ونخبة رجال الأعمال فضلاً عن المسيحيين، فى حين أن المجلس العسكرى قلص من الصلاحيات التى يجب أن يتمتع بها أى رئيس لمصر، ومن ثم سيكون مرسى بلا دستور وبلا برلمان وبلا حق فى قيادة جيش بلاده

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق